برشلونة في مفترق طرق: درس باريس يزرع الأمل في قلوب الكتلان
تواجه برشلونة أزمة حقيقية هذا الموسم في مواجهة الفرق الكبرى، حيث تكشف الهزائم المتتالية أمام باريس سان جيرمان، تشيلسي، وريال مدريد عن تراجع ملحوظ في مستوى الفريق مقارنة بالعام الماضي. ورغم هذا الوضع المقلق، يسود داخل أسوار النادي شعور بالتفاؤل، مستوحى من تجربة باريس سان جيرمان الموسم الماضي، التي تؤكد أن المسار لا يزال قابلاً للتصحيح، خاصة على الساحة الأوروبية.
فجوة الأداء أمام الكبار: مقارنة صادمة
يبدو الفارق في الأداء جلياً عند مقارنة موسمي برشلونة الأخيرين. في عامه الأول تحت قيادة المدرب هانز فليك، أظهر الفريق قدرة على منافسة الأقوياء، حيث خاض 18 مباراة ضد منافسين من الوزن الثقيل في مختلف البطولات، فاز في 11 منها ولم يُهزم سوى في ثلاث، كان أبرزها خروجه من دوري الأبطال على يد إنتر. آنذاك، سقطت أسماء لامعة مثل بايرن ميونخ، ريال مدريد، وأتلتيكو مدريد أمام الفريق الكتالوني.
أما هذا الموسم، فالصورة مختلفة تماماً. ثلاث هزائم مدوية في المواجهات المصيرية (باريس سان جيرمان 2-1، تشيلسي 3-0، ريال مدريد 2-1) رسمت صورة فريق يفتقر إلى الثبات في اللحظات الحاسمة. ففي كل من مباراتي باريس وتشيلسي، تقدم برشلونة ثم شهد انهياراً تكتيكياً وبدنياً مكّن خصومه من قلب الطاولة عليه.
لا قلق في الكامب نو: الوضع تحت السيطرة
على الرغم من هذه النتائج السلبية، لم تطل بعد أجراس الإنذار داخل النادي. الإدارة واللاعبون يدركون صعوبة الوضع، لكنهم متمسكون بقناعة راسخة بأن الوقت لم ينتهِ بعد. ففي الدوري الإسباني، لا يزال الفريق متصدراً أو على بعد نقطة واحدة من الصدارة، مما يترك الباب مفتوحاً للمنافسة على اللقب المحلي.
أما في دوري الأبطال، فالمعادلة أكثر تعقيداً. بـ7 نقاط من أصل 15، يحتل برشلونة مركزاً متأخراً، ويحتاج إلى الفوز في مبارياته الثلاث المتبقية لضمان التأهل المباشر لدور الـ16 ضمن أصحاب المراكز الثمانية الأولى. ومع ذلك، يبقى خيار الملحق التأهلي قائماً في حال عدم تحقيق ذلك.
البوصلة الأملانية: درس باريس سان جيرمان
هنا يأتي الدرس الأهم الذي يستلهمه برشلونة من تجربة باريس سان جيرمان الموسم الماضي. الفريق الباريسي كان في وضع أسوأ بكثير في المرحلة الأولى من البطولة، حيث جمع 4 نقاط فقط من خمس جولات (فوز واحد، تعادل، وخسارات ثلاث). بدا مشهد خروجه وشيكاً، لكنه انفجر في الجولات الأخيرة بثلاث انتصارات متتالية على سالزبورج، مانشستر سيتي، وشتوتجارت، ليضمن تأهله وينطلق في رحلته التاريخية نحو إحراز الكأس.
هذه القصة الملهمة هي التي ترددها غرفة ملابس برشلونة حالياً، مؤكدة أن حصيلته الحالية (7 نقاط) أفضل من حصيلة باريس في نفس المرحلة، مما يفتح الباب أمام تكرار السيناريو الباريسي المذهل.
كواليس ليلة ستامفورد بريدج: تفاصيل خلف الكواليس
لم تكن هزيمة تشيلسي مجرد نتيجة سلبية، بل كانت ليلة حافلة بالأحداث التي رسمت صورة أعمق لأزمة الفريق:
- فليك في حالة غليان: ظهر المدرب هانز فليك بصورة غير معتادة من الانفعال والاندفاع على خط التماس. احتج بشدة على تقنية الفيديو بعد هدف تشيلسي الأول، الذي بدا في موقع تسلل، ولم يتوقف عن توجيه اللاعبين طوال المباراة. لكنه في المقابل، لم ينسَ تقدير الدعم للحارس الشاب خوان جارسيا، الذي صفق له مراراً عند خروجه من منطقته بثقة وشجاعة.
- تير شتيجن: رسالة قيادية من المدرجات: كان ظهور الحارس المصاب مارك-أندريه تير شتيجن في مدرجات ستامفورد بريدج المفاجأة الأكبر. سافر القائد الألماني إلى لندن رغم إصابته، وحضر الفريق في الفندق ودخل غرفة الملابس قبل المباراة. جاءت هذه الخطوة كرسالة قوية للالتزام والانتماء، خاصة بعد انتقادات تعرض لها في الماضي لغيابه عن دعم الفريق في مناسبات مهمة، مؤكداً أنه يقف مع زملائه في أصعب الظروف.
- انهيار تكتيكي: على أرض الملعب، كان الأداء الكتالوني تحت مستوى الطموح. سيطر تشيلسي بدنياً وتكتيكياً، ومنع برشلونة من الدخول في إيقاعه. جاء الطرد المبكر لـرونالد أراوخو في الشوط الأول ليضيف إلى الصعوبة ويسرّع في عملية الانهيار، محولاً المباراة إلى كابوس لم يستطع الفريق التعافي منه.
