العودة إلى المستقبل: برشلونة يستعد لافتتاح الكامب نو الجديد.. نهاية الإحباط وبداية عصر ذهبي
تنتهي أخيرًا مشاعر الإحباط الناتجة عن التأخيرات المتكررة وانتقادات المراقبين، بعد غد السبت، مع عودة برشلونة إلى ملعب الكامب نو، الذي أعيد بناؤه جزئيًا. يطمح النادي الكتالوني إلى امتلاك ملعب حديث بمواصفات عالمية، يواكب فريقا عاد إلى مصاف النخبة الأوروبية، رغم أن كليهما لا يزال في طور البناء.
سنوات الإحباط والتراجع
مثلما حدث للنادي الكتالوني منذ تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2015، كان الكامب نو يتداعى ويتآكل، وقد تراجعت عظمته. وعلى أرض الملعب، تخلف برشلونة عن منافسيه، وفشلت رهانات مكلفة على لاعبين مثل البرازيلي كوتينيو والفرنسي عثمان ديمبلي وآخرين، مما أدى إلى تراكم ديون ضخمة على النادي.
- تعاقب المدربون على الفريق دون استقرار
- رحيل أسطورة النادي ليونيل ميسي عام 2021
- أزمة مالية خانقة بسبب الإنفاق غير المدروس
مشروع تجديد الكامب نو
تواصل أعمال إعادة الإعمار في الكامب نو، التي من غير المتوقع أن تكتمل قبل صيف 2027، أي بعد عام من الموعد المحدد، حين يُركّب سقف الملعب. لكن الرئيس خوان لابورتا أكد على أهمية المشروع:
"انطلق مشروع تجديد الملعب قبل 15 عامًا، لكنه ظل متوقفًا لمدة 11 عامًا دون أي تقدم ملموس. عندما تولينا المسؤولية في 2021، رأينا أنه من الضروري تنفيذ هذا المشروع لجعل النادي قابلا للاستمرار ماليا".
يُقدَّر إجمالي استثمارات المشروع بـ 1.5 مليار يورو (ما يعادل 1.75 مليار دولار)، وذلك رغم التحديات المالية التي يواجهها النادي.
التحديات المالية والحلول
اعتمدت إدارة لابورتا في 2022 على آليات تمويل مبتكرة لتمويل صفقات انتقالات بارزة، أبرزها ضم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والبرازيلي رافينيا، مع خفض النفقات الرواتبية في المقابل.
نجاحات رغم الأزمة
بفضل بروز نجوم شباب مثل لامين يامال من أكاديمية لاماسيا الشهيرة، ساعدت هذه الخطوات في الحفاظ على تنافسية برشلونة وسط أزمته الاقتصادية.
الكامب نو: قبل وبعد التجديد
| المواصفة | قبل التجديد | بعد التجديد |
|---|---|---|
| السعة | 99,354 | 105,000 |
| الافتتاح | 1957 | 2025 (جزئي) |
| التكلفة | - | 1.5 مليار يورو |
| الاكتمال النهائي | - | صيف 2027 |
العودة المالية والاستفادة
ستشكل إعادة افتتاح الملعب دفعة ترحب بها خزينة النادي، وستبدأ في تعويض التضحيات التي قُدمت سابقاً. تضمن مشروع ميزانية برشلونة لموسم 2025-2026 زيادة متوقعة قدرها 51 مليون يورو في إيرادات الملعب.
- سعة الافتتاح الجزئي: 45,401 متفرج
- السعة النهائية: 105,000 متفرج (الأكبر في أوروبا)
- يتعين بلوغ نسبة إشغال 90% لتجنب خسارة عائدات الرعاية
"هذه عودة إلى المستقبل. ستكون لحظة تاريخية، وسنستعيد عاملا (أفضلية الأرض) افتقدناه في مونتجويك".
العودة العاطفية والتاريخية
شكّل الملعب الأولمبي على تلة مونتجويك مقرا موقتا مقبولا لبرشلونة، لكن مع ابتعاد الجماهير عن أرضية الملعب بسبب مضمار الجري، لم يكن يتمتع بأجواء حماسية. واستنادًا إلى التوتر المستمر بين النادي ومجموعة المشجعين الراديكالية 'جرادا دانيماسيو'، قد يحتاج الأمر إلى فترة أطول لاستعادة الكامب نو هيبته كقلعة حصينة.
"مونتجويك كان البداية. الكامب نو هو المكان الذي سيُكتب فيه التاريخ".
لم يلعب عدد من أعضاء الفريق الحالي على الملعب افتُتح عام 1957، مما يجعل العودة تجربة جديدة حتى للاعبين المخضرمين.
الكامب نو والمستقبل
سيكون الكامب نو مرشحا لاستضافة نهائي بطولة كأس العالم 2030، التي ستُقام في إسبانيا والبرتغال والمغرب. ورغم أن تصريحات لابورتا المتفائلة اصطدمت بفوضى أعمال البناء، إلا أن ملعب برشلونة الجديد بات جاهزا للافتتاح.
"نرى في هذا المشروع صكَّ إرثنا للأجيال المقبلة من أنصار برشلونة، حيث سيصبح الكامب نو معلمًا رياضيًا بلا منازع على مستوى العالم".
خاتمة: نهاية الإحباط وبداية الأمل
بعد سنوات من التراجع والإحباط، يعود برشلونة إلى بيته الأصلي، الكامب نو، ليس فقط كملعب، بل كرمز للنهضة والطموح. العودة تمثل أكثر من مجرد افتتاح استاد جديد؛ إنها بداية فصل جديد في تاريخ النادي، يجمع بين الإرث العريق والتطلعات المستقبلية. بينما يستعد الفريق الشاب بقيادة فليك للمنافسة على الألقاب، يعود الكامب نو ليكون الحصن الذي سيشهد ولادة أسطورة جديدة.
السبت القادم لن يكون مجرد مباراة ضد أتلتيك بيلباو، بل سيكون احتفالاً بالعودة إلى المستقبل، حيث يلتقي الماضي المجيد بحلم العودة إلى القمة الأوروبية والعالمية. الكامب نو الجديد ليس مجرد ملعب، بل هو بيان طموح نادٍ قرر أن يكتب تاريخه من جديد.
