سوريا تُفاجئ تونس: خربين يُعيد كتابة التوازن التاريخي بكأس العرب 2025

سوريا تُفاجئ تونس: خربين يُعيد كتابة التوازن التاريخي بكأس العرب 2025

سوريا تُفاجئ تونس: خربين يُعيد كتابة التوازن التاريخي بكأس العرب 2025

انتصار استراتيجي يُعيد تعريف مفاهيم التفوق في مواجهة تكتيكية مُحكمة

السياق: حين يُعيد التاريخ حساباته

لم تكن المباراة مجرد افتتاحية لكأس العرب 2025، بل كانت مواجهة بين فريق يبحث عن تأكيد هيمنته التاريخية (تونس)، وآخر يسعى لقلب موازين الماضي عبر إدارة ذكية للأزمات (سوريا). فقبل أن تُطلق الصافرة الأولى على ملعب أحمد بن علي، كان الرصيد التاريخي بين المنتخبين متكافئًا: 5 انتصارات لكلٍّ منهما وتعادلان في 12 لقاءً سابقًا. لكن ما حدث لاحقًا لم يكن في حُسبان كثيرين.

التحوُّل: من الدفاع إلى التفجير الاستباقي

اعتمد المنتخب التونسي على هيمنة متوسط الميدان من الدقيقة الأولى، مستغلًا سيطرة الثنائي فرجاني ساسي ومحمد علي بن رمضان على النشاط التكتيكي. ومع ذلك، فإن سوريا لم تكتفِ بالانكماش — بل نسجت شبكة هجومية ترتكز على العمق الدفاعي وسرعة الهجمات المرتدة، مستهدفة فراغات الظهيرين التونسيين علي معلول ومعتز النفاتي.

اللحظة الفاصلة: في الدقيقة 48، حوّل عمر خربين ركلة حرة مباشرة إلى قنبلة صامتة سكنت شباك أيمن دحمان، مُعلنًا عن فلسفة جديدة في "الدبلوماسية الكروية" السورية: لا صوت يعلو فوق هدف مُحقَّق.

التداعيات: ماذا يعني هذا الانتصار خارج سجل النتائج؟

النقاط الثلاث ليست المكسب الوحيد لسوريا. بل إن هذا الانتصار يعكس نجاحًا في إدارة الأصول اللاعبين، خصوصًا بعد التأهل الصعب أمام جنوب السودان (2-0) في الملحق. كما أنه يمنح المدرب الإسباني خوسيه لانا مصداقية فورية في بيئة تنافسية عالية التوتر.

من الناحية النفسية، فإن كسر سلسلة الهيمنة التكتيكية لتونس خلال الشوط الأول — رغم امتلاكها 68% من الكرة — يُعد اختبارًا ناجحًا لصلابة الفريق السوري تحت الضغط.

اللحظات الحاسمة: خط زمني تكتيكي

د.19 – ضربة رأسية لعمر العيوني تمر خارج المرمى.
د.24 – تصدى شاهر الشاكر لرأسية بن رمضان.
د.35 – ياسين مرياح يُهدّد مرمى سوريا بتسديدة غير مُجدية.
د.41 – ركلة حرة لمعلول تعلو العارضة بقليل.
د.48 – خربين يُسجّل من ركلة حرة مباشرة! ⚽
د.87 – الدفاع السوري يُشتت كرتًا حاسمة من ركلة حرة تونسية.

مقارنة أداء: تونس تهيمن... لكن سوريا تُنهي

المؤشر تونس سوريا
الاستحواذ (%)68%32%
المحاولات على المرمى52
الكرات العرضية113
التصديات14
الركلات الحرة في النصف الهجومي72

السيناريوهات المستقبلية: نحو توازن جديد في المجموعة

مع وجود قطر وفلسطين في نفس المجموعة، فإن انتصار سوريا المبكر يمنحها ميزة نفسية وتكتيكية. أما تونس، فعليها إعادة ضبط إستراتيجيتها الهجومية، خصوصًا في استغلال الكرات الثابتة والعرضيات التي بدت غير فعّالة أمام التنظيم الدفاعي السوري.

وإذا استمرت سوريا في تبني فلسفة "الكفاءة التهديفية" بدلًا من "الهيمنة الكمية"، فقد نشهد ولادة فريق عربي جديد يُعيد تعريف مفاهيم الكفاءة تحت الضغط.

تعليقات