سوريا تُفاجئ تونس: خربين يُعيد كتابة التوازن التاريخي بكأس العرب 2025
انتصار استراتيجي يُعيد تعريف مفاهيم التفوق في مواجهة تكتيكية مُحكمة
السياق: حين يُعيد التاريخ حساباته
لم تكن المباراة مجرد افتتاحية لكأس العرب 2025، بل كانت مواجهة بين فريق يبحث عن تأكيد هيمنته التاريخية (تونس)، وآخر يسعى لقلب موازين الماضي عبر إدارة ذكية للأزمات (سوريا). فقبل أن تُطلق الصافرة الأولى على ملعب أحمد بن علي، كان الرصيد التاريخي بين المنتخبين متكافئًا: 5 انتصارات لكلٍّ منهما وتعادلان في 12 لقاءً سابقًا. لكن ما حدث لاحقًا لم يكن في حُسبان كثيرين.
التحوُّل: من الدفاع إلى التفجير الاستباقي
اعتمد المنتخب التونسي على هيمنة متوسط الميدان من الدقيقة الأولى، مستغلًا سيطرة الثنائي فرجاني ساسي ومحمد علي بن رمضان على النشاط التكتيكي. ومع ذلك، فإن سوريا لم تكتفِ بالانكماش — بل نسجت شبكة هجومية ترتكز على العمق الدفاعي وسرعة الهجمات المرتدة، مستهدفة فراغات الظهيرين التونسيين علي معلول ومعتز النفاتي.
التداعيات: ماذا يعني هذا الانتصار خارج سجل النتائج؟
النقاط الثلاث ليست المكسب الوحيد لسوريا. بل إن هذا الانتصار يعكس نجاحًا في إدارة الأصول اللاعبين، خصوصًا بعد التأهل الصعب أمام جنوب السودان (2-0) في الملحق. كما أنه يمنح المدرب الإسباني خوسيه لانا مصداقية فورية في بيئة تنافسية عالية التوتر.
من الناحية النفسية، فإن كسر سلسلة الهيمنة التكتيكية لتونس خلال الشوط الأول — رغم امتلاكها 68% من الكرة — يُعد اختبارًا ناجحًا لصلابة الفريق السوري تحت الضغط.
اللحظات الحاسمة: خط زمني تكتيكي
مقارنة أداء: تونس تهيمن... لكن سوريا تُنهي
| المؤشر | تونس | سوريا |
|---|---|---|
| الاستحواذ (%) | 68% | 32% |
| المحاولات على المرمى | 5 | 2 |
| الكرات العرضية | 11 | 3 |
| التصديات | 1 | 4 |
| الركلات الحرة في النصف الهجومي | 7 | 2 |
السيناريوهات المستقبلية: نحو توازن جديد في المجموعة
مع وجود قطر وفلسطين في نفس المجموعة، فإن انتصار سوريا المبكر يمنحها ميزة نفسية وتكتيكية. أما تونس، فعليها إعادة ضبط إستراتيجيتها الهجومية، خصوصًا في استغلال الكرات الثابتة والعرضيات التي بدت غير فعّالة أمام التنظيم الدفاعي السوري.
وإذا استمرت سوريا في تبني فلسفة "الكفاءة التهديفية" بدلًا من "الهيمنة الكمية"، فقد نشهد ولادة فريق عربي جديد يُعيد تعريف مفاهيم الكفاءة تحت الضغط.
